
أن تخسر بطولة هذا أمر طبيعي في الرياضة. لا يوجد فريق يفوز باستمرار أو يخسر باستمرار، وهذه هي حياة الرياضي الحقيقي.
وما حدث من جمهور الأهلي مع المدرب السويسري السابق للفريق، مارسيل كولر، أمر غير مقبول على الإطلاق مع مدرب نجح في تحقيق العديد من البطولات للفريق وأدخل السعادة في نفوس هذه الجماهير.
لماذا لا نقبل الخسارة ولا نقبل سوى الانتصار، وكذلك عندما نلعب أي مباراة مع أي فريق، لا نريد إلا أن نرى أنفسنا في الملعب وكأن المنافس هواء لا وجود له؟.. لابد من تغيير هذه الثقافة غير الصحيحة، وأن يكون رد الفعل يتناسب مع الحدث.
أليس هذا هو كولر الذي توج ببطولة إفريقيا في الموسم الماضي، والذي توج بالدوري والسوبر؟ هو نفس المدرب الذي تغنت به الجماهير في المدرجات، وبمجرد أن الفريق أخفق أو المدرب أخطأ في تقدير الأمور في مباراة مصيرية مثل لقاء صن داونز والخروج من نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، قامت الجماهير بإلقاء زجاجات المياه عليه وخرج بهذه الصورة المرعبة من الملعب.
هذه الصورة تم تصديرها إلى العالم، وهي تسيء للنادي الأهلي ولجماهيره. وصحيح أن جماهير الكرة يحدث منها كل شيء، ولكن الأهلي فريق عريق ونادي بطولات، ويجب على الجماهير أن تتقبل الخسارة مثلما تفرح بالفوز ولا تظهر بهذا المظهر السيئ الذي أقدمت عليه قلة من الجماهير المتعصبة التي لا تعرف معنى الرياضة ولا الروح الرياضية.
كنت أتمنى أن يكون هناك رد فعل على تصرفات هذه الجماهير من إدارة النادي الأهلي، والاعتذار للمدرب عما بدر من الجمهور، وتصدير صورة أكثر رقي وتحضر عن احترام المدربين.
وبعيدا عن هذا المشهد، لابد من الاعتراف أن الأهلي ليس في أفضل حالاته الفنية، وإدارته ليست في أفضل حالاتها في اتخاذ القرارات الصائبة، وكان أبرزها على الإطلاق قرار الانسحاب أمام الزمالك في الدوري.
وغير مقبول من فريق بطل، الانسحاب مهما كانت المبررات، وهذه سقطة كبيرة قد تضيع على الأهلي بطولة كانت في المتناول، وفرصته في الفوز بها تتوقف على نتائجه مع المنافسين، لكن هذا الانسحاب غير المبرر على الإطلاق أضاع تلك الفرصة ليخرج الأهلي هذا الموسم صفر البطولات.
وهذا ليس مهما ويحدث مع فرق كبيرة وعريقة في مختلف دول العالم، الأهم هو البناء والاستفادة من الأخطاء.
وأرى أن قرار إقالة أو إنهاء العلاقة مع كولر جاء متأخرًا، وخاصة أن الفريق مقبل بعد أقل من شهرين على المشاركة في النسخة التاريخية من بطولة كأس العالم للأندية في أمريكا، وكان يجب إقالته قبل فترة بعد سوء الأداء.
لكن جاء قرار الإقالة في الوقت الحالي والصعب جدا قبل المونديال من أجل امتصاص حالة الغضب عند الجماهير. كان يجب التعامل مع الأمور بهدوء ودراستها بالصورة الأفضل بدلا من قرارات أشبه بالمسكنات من أجل إرضاء الجماهير، والرهان على إرضائها خاسر!
يجب غلق هذه الصفحة سريعا وتجاوزها والتركيز على المونديال والتعامل مع هذا الملف بصورة أكثر دقة، بداية من التعاقد مع مدرب دائم للفريق أو تثبيت عماد النحاس كمدرب للفريق في المونديال، وتأهيل اللاعبين بصورة أفضل، خاصة وأن منافسي الأهلي في المونديال أقوياء جدا، والجمهور لن يقبل سقوطا جديدا للفريق.
من الآخر: أقول لإدارة النادي الأهلي، ابعدوا عن المسكنات وابحثوا عن الاحتياجات الحقيقية للفريق دون البحث عن الصفقات التي تشبه "المكايدات" لأجل الأهلي وجمهوره العظيم، وبعدها سيعود المارد الأحمر أكثر خطورة ويأكل الأخضر واليابس كالعادة، وفي الوقت نفسه يبدع ويمتع ويشبع.